سيتم تحويلك إلى موقعي www.omar-mahmoud.com خلال 10 ثوان يمكنك الضغط هنا للانتقال مباشرة

الخميس، ٢٧ سبتمبر ٢٠٠٧

بندق وبطوط

من رسمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قلت سابقاً أنني أهوى الرسم .. لكن لم يطّلع بعضكم على رسمي
لذا أردت أن أطلع حضراتكم على بعض رسومي لتخبروني برأيكم عنها .. أتمنى أن تحوز إعجابكم

والان مع الرسوم .. ملاحظة : - تم رسم هذه الرسومات عام 2001 - :

هذه هي الصورة الأولى التي أعرضها عليكم :
استفزني ما يعرف عن بندق من غفلة .. واعجبني المنظر فرسمته ...
هل أعجبكم المشهد ؟



أما هذا فكان تلويني للصورة من خلال برنامج الفوتو شوب :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة التالية هي للشخصية الأولى في عالم والت ديزني .. والأكثر محبة على الرغم من وجود المئات والمئات من الشخصيات .. بالطبع توقعتم من تكون
منظره كان أكثر من رائع .. بعينيه المنتفخة ووجهه الذي أصبح شوارع !!! .. لكن المهم أنه فاز بالمركز الأول - لا أدري هل كان المركز الأول في المضروبين أم ماذا ؟!! - .. الحقيقة شكله يقول هذا

أما هذا فكان تلويني لهذه الرسمة : أتمنى أن يكون ذوقي في اختيار الألوان مناسباً لكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرسمة الأخيرة لهذه التدوينة لم أجد لها عنواناً أفضل من "جيمس .. بندق" !!!
يبدو أن بندق أحب أن يقّلد - جيمس بوند - فارتدى ملابساً كملابسه .. ووقف في وضع مشابه للوضع الذي يقف عليه جيمس بوند و ... وأمسك مسدسه
لكن للأسف يبدو أنه لم يجد مسدساً يصلح - أو أنه من غفلته - أمسك بالمسدس الذي يلعب به الأطفال .. ذاك الذي نهايته بلاستيكية ويلصق على الأسطح الزجاجية !!!
- هذه النوعية من المسدسات أظنها انقرضت فلم أعد اراها إلا قليلاً جداً جداً - .


أما هذا فكان التلوين لهذه الرسمة
:

والآن ما رأيكم ؟
أتمنى أن يكون رسمي - وتلويني - على المستوى المقبول بالنسبة إليكم

أستودعكم الله تعالى الذي لا تضيع ودائعه

ألقاكم قريباً بإذن الله

تحياتي

الجمعة، ١٤ سبتمبر ٢٠٠٧

ارتجالة ماسنجرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


<

يااااااااااااااه !!! .. مرّ وقت طويل جداً على آخر تدوينة لي ها هنا .. عموماً سأحاول في الأيام القادمة أن أكون أكثر التزاماً مع هذه المدونة .. و ... أنتظر تعقيباتكم




. اليوم ميعادي مع "قصة تختلف" .. قصة من تأليفي .. أتمنى أن تعجبكم




قصة تختلف

: الإهداء
إليك أنت .. نعم أنت .. وهل هناك غيرك ؟

-1-

البداية


تدور رأسه بزاوية 1985 درجة ليتأكد من أنهم لم يتستيقظوا .. تهبط رأسه لتستقر مكانها .
يعود إلى النقر بأصابعه على لوحة المفاتيح .
تلتفت يميناً لتتأكد من أنه لا أحد هناك .. تعود لمداعبة لوحة المفاتيح أمامها ..

تمر أصابعه بهدوءٍ على الأزرار .. لكي يكتم الصوت علمته لف لوحته بقطعة من القماش .. لكن المشكلة الآن هو أنه لا يدري أي الأزرار يضغط .
"سيحل هذه المشكلة ولن يضيع مجهودها سدى !! ."
هكذا همس وهو يرتدي منظاره الليلي .. ارتدى بذلته الكحلية التي تجعله فاتناً فوق منامته - لا بأس فلا وقت للخلع واللبس - .
بقفزة ماهرة امتطى حصانه الأدهم ، وقفز من النافذة .

أخذ حصانه يعدو ويعدو ويعدو .. تحول حصانه إلى آلة عدوٍ لا هم لها في الحياة سوى العدو والعدو والمزيد من العدو .
جذب معرفة جواده فجأة ولكزه بعنف ليخترق الطريق .. تدوي ألف آلة تنبيه وبوق احتجاجاً لكسره إشارة المرور .
لم يهتم فلكل معركة ضحاياها وهو مصمم ألا يكون من ضحايا هذه المعركة .
عدا حصانه في مواجهة الوحوش الكاسرة - سيارات الميكروباص - والمتوحشون - سائقوها - .. رفس هذه ولكم هذه في أنفها وانحنى في عجالة ليقضي على فك تلك.
لكن ..
تجمعت تلال السيارات حوله لتحكم الحصار .. عندها أيقن أنه هالك لا محالة .

وكأفضل سائقي السيارات في العالم أدار موقد حصانه ليدور حول نفسه دورة منفرجة كاملة .. صهل بعنف وهو يقفز من فوق 204450 سيارة ويتركهم للإصطدام العنيف .

وأخيراً ..
وقف أمام السايبر .. لم يتخيل حصانه أنه وصل إلى هذا الجزء من القصة سليماً .. زفر آهة ملتهبة - كانت الأخيرة - أمسك صاحبه مسدسه بهدوءٍ - لا تترك أحداً خلفك يعلم أسرارك حتى لو كان حصانك - هذه هي القاعدة .. نظر إلى فوهته لم يجد دخاناً يتصاعد منها لينفخه .. قلب مسدسه باحثاً عن ثقبٍ يهرب منه الدخان فلم يجد .. ألقى مسدسه أرضاً وقد ارتسمت معالم السخط على وجهه .

-2-

( سايبر ون)

ركلة أمامية بالقدم اليمنى وكان داخل السايبر .
التفت إليه رواد المكان ..
"لا أجهزة خالية .. عد بعد ساعة"
هكذا هتف به مدير المكان .
كان الجهاز الأول يحتله شابٌ حديث السن .. يضغط على الأزرار بعصبية ليرد على محدثته في برنامج الدردشة .
"بتعمل شات يا صايع" !
دفعة واحدة للشاب أصبح بعدها خارج نطاق الخدمة .
أغلق الجميع صفحات وبرامج الدردشة وأخذوا ينظرون في ترقب إلى مدير المكان .
كان المدير ضخم الجثة .. عريض المكنبين ..عظيم الهامة ويبقى فقط أن أقول أن له شارباً يقف عليه الصقر لتكتمل لك صورته .
"الآن هناك جهاز شاغر"
قالها وهو يحدق ثواني في شاشة الجهاز .. ثوانيّ فقط وذاكرته حفظت له كل التفاصيل .. نزع المقبس بعنفٍ ظاهر وهو يلتفت للرجل .
"ولكنني لم آت للحصول على جهاز".
تطل النظرة المتسائلة من أعين الكثيرين منهم المدير نفسه فيستطرد "لقد أتيت للحصول عليك أنت" .
قالها وهو يشير إلى المدير
"أنا" !!
يقولها المدير بسخرية متعجباً من هذا الصفيق الذي يهدده مباشرة - لابد أنه مجنون - !! .
نظرة التحدي تداولتها العيون وثوانيّ وبدأ الصراع .
-3-

(الصراع )

عندما تهشمت الشاشة الأولى وتناثرت مصدرة شراراتها الكهربائية المزعجة أيقن رواد المكان أن الموضوع لن يكون سهلاً وأن الجري الآن هو "نصف الجدعنة" .. بل هو في الحقيقة "كل الجدعنة" .. وقد صدق من قال "انج سعد فقد هلك سعيد" !.
تدافع الرواد من كل مكان قاصدين كل منفذ يمكن النفاذ منه أو لا يمكن ..
ولقد نجحوا !! .

لابد أن العالم جن هذه الليلة !! .
البعض قال أنه رأه يتحول إلى صاعقة تضرب وجه المدير .. والبعض الآخر يقسم أنه تحول إلى قنبلة انفجرت في معدة المدير .. وغيرهم يثبت بالدليل الدامغ أن أسنان المدير كانت تتطاير في الهواء بدون أي أسباب منطقية .

ولأنني لا أحب الإستطراد في وصف مشاهد القتال .. بدأ القتال وانتهى ؛ هذا ما حدث وما أهتم تماماً أن يصلك .

-4-

(أي عنوان والسلام)

تحرك بهدوء الواثق إلى الجدار الأيمن للسايبر والذي تزينه لوحات فان جوخ .. أمسك بإطار أحدها و ...
"لن تكتشف الزر الصغير المخبأ بمهارة بالغة إلا إذا امتلكت أصابع لص خزائن" .
قالها مدير السايبر بوهنٍ شديدٍ والدماء تنزف منه لتغرق الأرضية الملساء .
جاوبته اللوحة حينما انشقت عن فجوة مستطيلة .
التفت إلى المدير قائلاً بصرامة:
"وماذا بعد؟"
"لاشئ .. يجب أن يتأكد فقط من بصماتي ومن بصمة قزحيتي .. عندها ستكون في المكان الذي تريد أن تكون فيه" ..
هكذا أجابه المدير.
وبنفس اللهجة التي يلقيها مفتشو المباحث للمتهمين قائلين لهم "هل لديك أقوال أخرى؟" .. قال له "ألديك أي معلومات أخرى؟" .
بوهن أشد يجب المدير هذه المرة
"لا .. لا شئ .. فقط ستجده هناك!!"
قالها وانصرف ذهنه في رحلة ربما لن يعود منها ثانية !.

نظر إلى اللوحة بسخرية - نفس النمطية في الأسلوب المتبع - : لوحة بالحائط تحوي زراً سرياً يكفي فقط أن تضغطه ليكشف لك عن مانعٍ يسهل اجتيازه ؛ تقف بعدها أمام ما تريد - كل ما تريد - !!.

كان عليه حمل جثة الضخم ونقلها أمام اللوحة .. لا داعي لك هذه المشقة فحمل شئ كهذا لن يمر بسلام على فقرات ظهره - المسكينة - .. وبمهارة يحسده عليها الجراحين أمسك الخنجر المعقوف المعلق على الحائط وشرع يمارس عمله بهدوء .. كل الهدوء .

انتهى ..
تأمل عمله بإعجاب ..
اليد السمينة ترقد بين يديه .. بينما الحدقة الخاصة بالمدير تستقر بين أصبعين من أصابعه .
الآن يستطيع المرور .. وضع الكف الضخم في مكانه المخصص في اللوحة الظاهرة .. بينما ألقى الحدقة في المربع المستطيل وهو ينتظر النتيجة .

-5-

(ضد الحسد)

بالطبع خرجت النتيجة التطابق .. لماذا تفترض حدوث شئ آخر .. ليست هذه قصة أطفال على أي حال.

أطلق الجهاز أزيزاً خافتاً مع إنطلاقة هادئة للون أخضر غمر سطحه .. انفرجت الأرضية من تحت قدميه في سرعة كاشفة عن فتحة مظلمة .
هوى .. وهوى .. وهوى ..
ممرات متشابكة ومعقدة .. اصطدام عنيف بالجدران .
مر وقت طويل وهو ينزلق وينزلق وينزلق ..
أخيراً ولأنه يدرك أن لكل شيء - كم يقولون - آخر .. ولأنه لا يدري متى يكون هذا الآخر فقد أغمض عينيه واستسلم للنعاس .. سيحتاج إلى الكثير من النشاط عندما يحين وقت النشاط .
استيقظ .. هكذا فجأة فعل !!.
هو شيء اكتسبه من خبرته الطويلة في معاشرة المخاطر .. أحس كأنه المنزلق الأخير .. استعد للنزول في محطته .. نظر في المرآة وهندم ثيابه سريعاً ومر بالمشط على شعره ليتأكد من أنه مصفف كما ينبغي - يجب أن يُرى في أبهى صورة - !.
وكما خمن تماماً انزلق في آخر منعطفٍ ليصل إلى الفتحة التي ألقته خارجها بعتف .. هبط كما علموه تماماً رأسه مرفوع وقدماه في المقدمة ويداه في استعداد تام لتوجيه الضربات .
الهدوء ..
الهدوء هو الذي لف المكان بعبائته .. يجب أن يتأكد من أنه لا خداع في الموضوع .
قلب الغرفة كلها بحثاً عن كاميرات مختبئة أو أجهزة تنصت أو حتى
تلفازأصابه العطب فلم يجد .
وأخيراً وبعد أن غمره العرق وجدها - توصيلة لجهاز الهاتف - .
وبعد بحثٍ آخر سريع أثمر عن استقرار الهاتف بين يديه .. رفع سماعته .. عندما أيقن أن الحرارة موجودة وأن الخط شغال ضغط الأزرار في سرعة .
أطلق تنهيدة ارتياح عندما جاءته النغمة المميزة للخط المشغول .
هذا يعني أنه لا زال هناك أملٌ في النجاح في مهمته .

-6-

(Arabic Transparent )

وحده رآه .
كان منهمكاً في التعامل مع جهاز الكومبيوتر الذي أمامه .. كان يبدو عليه الإندماج الشديد فيما يفعل ؛ لذا لم يشعر به عندما تسلل هو إلى داخل الغرفة .
دارت عينه سريعاً .. لا يوجد أكثر من 254105 فنجان قهوة و 551463 كوب شاي وهو وجهاز الكومبيوتر ومئات الكراتين المصفوفة في ركن الحجرة .
ربت بهدوء على كتف الشاب الجالس فانتفض بعنف والتفت إليه بحدة بالغة .
"شوف إنت خلتني عملت إيه يا غبي إنت ؟".
رغماً عنه دب الرعب في قلبه .. ربما ضغط الرجل زر تفجير المكان خطأً .. أو لربما قام بالضغط على زر إعلان الحرب العالمية الثالثة !!.
نظر إلى الشاشة ..
ضغط زر "مسافة للخلف" .. وعاد ينظر إلى الرجل مرة أخرى .
"رائع !! .. ممكن تعلمني الحركة دي" .
يكرر له الحركة أكثر من مرة فيصفق في سعادة بالغة ...
"كان نفسي من زمان أتعلم الحركة دي !!".
هكذا هتف ووجهه ينطق بالسعادة .. بعدها اكتسى وجهه بالجدية وهو يقول :
"وإنت إن شاء الله تبع مين " .
هذا هو ما يقلقه .. لربما سأله أيضاً عن كلمة السر .
"تكونش تبع "المنقذ" .. عموماً الشغل بتاعكم خلص استلم بقى " .. قالها وهو يقوم من مكانه متجهاً نحو الكراتين .
عندما لمح التردد في وجهه .. ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيه وهو يقول :
"مش "المنقذ" .. خلاص تبقى أكيد تبع "المنجز" هم الوحيدين اللي ليهم شغل عندنا النهارة "
قالها وهو يخرج كرتونة من الصف ويبعثر محتوياتها أمامه .
"الورق A4 والطباعة ألوان .. والفونت Arabic Transparent والهوامش متظبطة والخط 14 ؛ يعني من الآخر مخدومين آخر خدمة".
لمح لسانه المعقود .. نبتت بذرة الشك في رأسه وطرحت مسدساً أشهره في وجهه وهو يصرخ :
"إنت مين ياد .. إعترف ؛ جاي تتجسس تبع مين ؟".
منذ أن دخل هذه الغرفة وهذا الشخص يتكلم ويتكلم ويتكلم - لقد أصابه بالصداع - .. وبعد كل هذا الكلام يشهر مسدساً في وجهه .. دار هذا الكلام بذهنه وهو يدور حول نفسه في سرعة ليركل المسدس وتنطلق يده اليمنى في نفس الوقت مهشمة الصف الأعلى من أسنان فكه تتبعها اليسرى لتقوم بمسح بقايا أسنان فكه .
الآن عليه بالصمت قليلاَ ..
"اسمعني كويس .. عايزك في شغل مستعجل وهدفع لك إللي إنت عايزه" .
هكذا قال له في نبرة من يحتاج المعونة.
أخرج الشاب من جيبه طقم اسنان جديد .. وضعه في فمه وقال :
"بس أنا سعري غالي .. على العموم مش هنختلف .. دا إنت بتاعنا برضه".
لملم الأوراق المبعثرة سريعاً .. وضغط "حفظ" .. وانتظر حتى تم إغلاق جهاز الكومبيوتر وقال :
"يللا أنا مستعد .. يللا بينا ".
أخذ نفساً عميقاً .. وقت طويل سيمر حتى يقطع تلك الممرات ثانية .. قفز قفزة هائلة ليتمكن من بلوغ الفتحة .. استنفر عضلات ذراعيه حتى يدفع جسده من خلالها .
والآن عليه فقط أن يحاول التقاط الشاب و ...
"إنت بتعمل إيه؟"
هكذا صاح به الشاب وهو يحرك يديه بعصبية .
"مش هنخرج؟".
أجابه وهو يمد يده إليه ليلتقطه .
"دا باب الزباين .. أما الموظفين فليهم باب مخصوص" .
قالها وهو يفتح الباب المجاور له بهدوء ..
يقفز من الفتحة إلى الأرض .. .. هبط كما علموه تماماً رأسه مرفوع وقدماه في المقدمة ويداه في استعداد تام لتوجيه الضربات .
تبعه في هدوء وهو يحمد الله على وجود مثل هذا النظام (الزبون زبون .. والموظف موظف) .
هاله عندما خرج الكم العظيم من رجال الشرطة والمطافئ والإسعاف والجيش والحربية والمخابرات الذي يعج بهم المكان .
اندفع وراء الشاب وقد هبط قلبه بين قدميه حينما رأى أحد الضباط يتجه إليهم .
راجع كل الدروس الخصوصية التي كان يأخذها وكل المقررات التي سبق وأن درسها لم يجد موقفاً كهذا في المنهج فعلم أنه هالك لا محالة .


-7-

(!!الجمعة - نهاية الأسبوع - )

"إنتم هناك ؛ إنتم مين وإيه اللي جابك هنا ؟".
قفز قلبه من بين قدميه إلى الأرض عندما سمع هذا السؤال فقفز يلتقطه في سرعة .
أشهر الضابط سلاحه وهتف في صرامة :
"إنت مين قوللي .. وإيه اللي في إيدك ده .. إرمي السلاح اللي في إيدك" .
جاوبه الشاب هذه المرة .. وهو يخرج بطاقة بلاستيكية ممغنطة في سرعة ويضعها أمام عين الضابط وهو يقول في صرامة :
"مهمة خاصة .. متكترش في الأسئلة".
شحب وجه الضابط عندما ألقى نظرة سريعة على البطاقة ؛ وقام بأداء التحية العسكرية بحماسٍ بالغ وهو بقول :
"تمام يا فندم".
مرا في هذا الجمع بعد ذلك في هدوء كما يمر السكين في قالب الزبد الطازج ..

صدم سمعه سؤال أحد الصحفيين لأحد المسئولين عن ظاهرة تدمير السايبرات المنتشرة وقتل مديريها .. كاد أن يبتسم عندما أجابه المسئول بأن التحريات أثبتت أن من فعل هذا هو قاتل متسلسل .. وغالب الظن أن الدافع وراء الجريمة هو الإنتقام الشخصي ؛ وحسب رأي الخبراء أنه تعرض للقرصنة من أحد الذين يديرون هذه السايبرات .

عندما خرجا إلى الطريق الرئيسي أعاد قلبه إلى موضعه ليطلق تنهيدة النجاة من أعمق أعماق قلبه .
في الطريق الرئيسي أستوقفا سيارة .. لكمتين فقط بعدها حصلا على جسد فاقد الوعي على قارعة الطريق وسيارة يستقلانها في محاولة للوصول أسرع .

وصلا أخيراً ..
في سرعة ومهارة تسلقا الحائط ليدخلا الغرفة التي كانت غارقة في تلال من الظلام والتي يقطعها ضوء باهت يصدر من شاشة كومبيوتر يظهر شاشة التوقف الخاصة به .
أجلسه على أحد الكراسي المنتشره بالغرفة .. حرك مؤشر الفأرة وكتب كلمة المرور سريعاً ليعود جهازه للعمل في وضعه الطبيعي .
تأكد من أن كل شيء على ما يرام ..
لا زال هناك وقت .
أشار إلى الشاب ليمسك بلوحة المفاتيح وليكتب ما يمليه عليه .. ولكنه توقف للحظه .. هو لا يستطيع أن يأتمن هذا الشاب .. لا يمكن أن يتركه ليكتب ما يجب أن يكتبه .. لكن ما العمل لابد وأن يكتب ما يجب أن يكتبه وقبل أن يكتب لابد وأن يجد طريقة ليقوم بها بالكتابة هذا إذا قرر أن هذا الشاب لن يكتب له ما يجب أن يكتبه .
تدافعت الصور في عقله بسرعة 198648 كيلومتر / الثانية .. استرجع التفاصيل في ذهنه - كل التفاصيل - .. كل كلمة قيلت وكل حدث مر .. كل همسة همسها أحدهم : ماذا قال ومن قال ومتى قال وكيف قال وأين قال !!! .
أضاء الحل في عقله بغتة .. وأضاءت عينه ببريقٍ غامض ..
انقض بعنف على الشاب وهو يهتف "001001" .. لكمة واحدة وأصبح الشاب حيث أراد له أن يكون - بجوار الحائط تماماً - .. استعاد الشاب توازنه سريعاً .. اعتدل في وقفته واتخذ وضعاً قتالياً نادراًً ينم عن احترافه لكنه لم يجد الوقت لإستخدامه .. خرج مجموعة من الخناجر خلفه تماماً واخترقت ظهره بعنف .. وقوة .. وقسوة .
كل العنف ..
وكل القوة ..
وكل القسوة..
الآن عليه فقط التركيز الشديد فيما يفعل .. أحضر الميكروفون وتأكد تماماً من ارتدائه قفازاً حتى لا تصعقه الكهرباء .
بعد أن تأكد من أن الميكروفون متصل بنجاح وضع السماعة بحنان على أذنيه .. وهو يهمس :
"ها قد عدت إليك حبيبتي .. لم تكملي بعد كلامك السابق .. أكملي فأنا معك" .
كان يقول ذلك وهو يسجل بدفتر صغير بين يديه البريد الألكتروني للفتاة التي كانت تتحدث مع الشاب في السايبر .
سيحاول التعرف عليها غداً .. ويا ويلها لو اكتشف أنها "ولد" !!! .

تمت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أتمنى أن تحوز اعجابكم

أستودعكم الله تعالى الذي لا تضيع ودائعه .. وألقاكم قريباً .

تحياتي